عاجل الآن

المركز التاسع عالميًا - كيف أصبحت المملكة رائدة في إنتاج الغاز الطبيعي

تُعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم، حيث احتلت المركز التاسع عالميًا في هذا المجال. خلال السنوات الخمس الماضية، حققت المملكة زيادة ملحوظة في إنتاج الغاز بنسبة تتجاوز 10%، لتسجل مستوى قياسيًا بلغ 105 مليارات متر مكعب من الغاز، مما يعكس دورها المتنامي كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي. ومع التركيز على الاستدامة والتنوع الاقتصادي، يلعب الغاز الطبيعي دورًا محوريًا في تحقيق رؤية المملكة الطموحة.

المركز التاسع عالميًا في انتاج الغاز الطبيعي
 المركز التاسع عالميًا في انتاج الغاز الطبيعي


شبكة الغاز الرئيسة: البنية التحتية لنجاح مستدام

منذ عام 1975، بدأت شركة أرامكو السعودية في تطوير شبكة الغاز الرئيسة، وهي منظومة متقدمة من خطوط الأنابيب التي تربط بين مرافق إنتاج ومعالجة الغاز في جميع أنحاء المملكة. هذه الشبكة لم تُساهم فقط في دعم القطاع الصناعي، بل أصبحت الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية. ولأكثر من أربعة عقود، ساعدت هذه البنية التحتية في تعزيز قدرات المملكة الإنتاجية وتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة.
عبر هذه الشبكة، يتم تحويل الغاز الطبيعي إلى مورد حيوي يُستخدم في توليد الطاقة وإنتاج الأمونيا والأسمدة، فضلاً عن الهيدروجين الأزرق، الذي يُعد مصدرًا مستقبليًا للطاقة منخفضة الكربون.

زيادة الإنتاج من الغاز الطبيعي والمركز التاسع عالميا

على مدار الأعوام القليلة الماضية، عززت أرامكو إنتاجها اليومي من الغاز بشكل ملحوظ، مستهدفة تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة منخفضة التكلفة. ومن خلال خطط طموحة، تهدف الشركة إلى زيادة إنتاج الغاز بأكثر من 50% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2021، التي بلغت نحو 10.1 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا.
عززت أرامكو أيضًا قدراتها في معالجة الغاز، حيث ارتفعت طاقة المعالجة اليومية من ملياري قدم مكعبة عام 2000 إلى نحو 19 مليار قدم مكعبة بنهاية عام 2023، مما يؤكد التزام الشركة بتطوير بنيتها التحتية ودعم الاقتصاد الوطني.

مرافق مبتكرة وموارد غير تقليدية

تشمل مرافق معالجة الغاز الرئيسة لدى أرامكو محطات متطورة مثل البري، والفاضلي، والحوية، ومدين، وغيرها. إلى جانب ذلك، تولي الشركة اهتمامًا خاصًا بالموارد غير التقليدية في مناطق مثل شمال المملكة وحقل الجافورة. من خلال الابتكار والتكنولوجيا، تستخدم أرامكو تقنيات الطائرات المسيرة والحلول الروبوتية في منشآتها مثل معمل الغاز في العثمانية، الذي حظي باعتراف عالمي لتميزه في استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

حقل الجافورة: حجر الزاوية لاستراتيجية التنويع

يمثل حقل الجافورة أحد أعمدة استراتيجية المملكة لتنويع مصادر الطاقة بعيدًا عن النفط. يحتوي الحقل على موارد تُقدر بنحو 229 تريليون قدم مكعب من الغاز و75 مليار برميل من المكثفات. يُتوقع أن يبدأ الإنتاج في الحقل عام 2025، مع استهداف مبيعات تصل إلى ملياري قدم مكعب يوميًا بحلول 2030. يُعتبر هذا الحقل خطوة مهمة في دعم الاقتصاد السعودي وتعزيز مكانته في سوق الغاز العالمي.

استدامة الاقتصاد وتعزيز النمو

في الربع الثالث من عام 2024، ساهم قطاع الزيت الخام والغاز الطبيعي بنسبة 22.8% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مما يُبرز أهمية هذا القطاع في تحقيق النمو الاقتصادي. بلغ الناتج المحلي الإجمالي 1.007 تريليون ريال، وهو رقم يعكس نجاح خطط المملكة في تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية.

المملكة والطريق نحو مستقبل براق

بفضل التطوير المستمر للبنية التحتية للغاز واستراتيجيات التنقيب المبتكرة، تستمر المملكة في ريادة قطاع الغاز الطبيعي عالميًا. ومع التركيز على مصادر الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين الأزرق واستكشاف موارد جديدة، تمضي المملكة بثبات نحو تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
في ظل هذه الإنجازات، تُظهر أرامكو السعودية تفانيها في تعزيز قدراتها التقنية والمعرفية لدعم استدامة الاقتصاد وتلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به عالميًا.

إرسال تعليق

0 تعليقات